المقاطعة وتأثيرها على النشاط الاقتصادي في العالم
في السنوات الأخيرة برزت حملات المقاطعة كأحد أبرز الأسلحة السلمية التي تم استخدامها دفاعاً عن القضية الفلسطينية، وبسبب زيادة الوعي حول العالم فقد برزت هذه الحملات بقوة ونجحت في التأثير على اقتصاد شركات كبيرة كانت تعد جزءاً رئيسياً من الأسواق في جميع أنحاء العالم، ولكن وحتى هذه اللحظة فما زال هناك نقص في حملات التوعية والإدراك حول أهمية المقاطعة وتأثيرها على النشاط الاقتصادي في العالم، وفي هذا المقال سنوضح ما هي المقاطعة وكيف يمكن أن تفيدنا في الحياة…تابع القراءة.
مفهوم المقاطعة
هو الفيام بالتوقف عن شراء أو استهلاك مواد معينة أو التوقف عن التعامل مع شخص أو شركة لأسباب تتعلق بالسياسة أو الدين أو الأخلاق أو الاقتصاد، ويكون الهدف إجبار الجهة المعنية بالمقاطعة على التوقف عن سلوك يسبب أذى كبير وضرر يتنافى مع مصلحة الأشخاص المقاطعين، وهي تعتبر أداة احتجاج قوية جداً.
كيف تعمل المقاطعة
توجد خطوات عملية للمقاطعة تساعد في نجاحها وتحقيق هدفها الرئيسي وهي:
- تحديد الهدف من المقاطعة سواء كانت منتجات أم شركة أم شخص معين.
- التوقف عن استهلاك أو التعامل مع الجهة المقاطعة.
- تشر الوعي حول العالم بضرورة التضامن مع المقاطعة.
- البحث عن بدائل تسهل الحياة على الأشخاص المقاطعين والتشجيع عليها.
- الضغط الإعلامي حول هذه الحملات وتكثيف الحديث والنشر عنها.
- متابعة التأثير وقياسه مع مرور الزمن للتحفيز والاستمرار.
تأثيرها على الشركات والأسواق
تتسبب المقاطعة بخفض المبيعات والإيرادات للشركات والأسواق، كما تتسبب بخفض قيمة الأسهم بسبب السمعة السيئة، مما يؤثر مادياً عليهم ويسبب زيادة في التكاليف التشغيلية، كما أن المقاطعة تفيد الشركات المنافسة ذات السمعة الحسنة ويزيد من مبيعاتها، وقد يتسبب ذلك بنشر اعتذار رسمي للشركات المعنية والتراجع عن السلوكيات التي تسببت بالغضب الشعبي وظهور هذه الحملات، وقد يتسبب ذلك بخفض الأسعار لاستعادة العملاء وكسب ودهم، ولكن ذلك كله يعتمد على شعبية هذه المقاطعة.
تأثيرها على الاقتصاد العالمي
تضعف المقاطعة التجارة الدولية وتتسبب بقلب الأسواق المالية، وهذا الأثر يعد كبيراً جداً في الاقتصاد العالمي، كما تتعطل سلاسل التوريد وتنخفض الاستثمارات، مما يؤدي إلى تحولات كبيرة في مراكز الانتاج والاستهلاك، وكل ذلك ينقلب لصالح الشركات المنافسة علة حساب الجهات المستهدفة.
أشهر حملات المقاطعة حول العالم
إلى حد اللحظة الحالية تعتبر حملات المقاطعة العالمية للمنتجات والشركات وكذلك الأشخاص الذين يدعمون اسرائيل في حربها على غزة هي أشهر حملات مقاطعة في عامي 2023- 2024 وهي مستمرة إلى يومنا الحالي، كذلك الحملات التي شنت ضد المنتجات الفرنسية بسبب التصريحات المسيئة للإسلام في عام 2020، ومقاطعة شركات الملابس السريعة التي تتسبب بتلوث البيئة منذ عام 2021.
هل تعد المقاطعة نشاط فعال ومفيد؟
بالتأكيد تعتبر المقاطعة من أهم وسائل الاحتجاج ضد أي ضرر أو أذى حول العالم يتعرض له الناس، وهي وسيلة فعالة جداً لأخذ الحقوق وقلب الموازين، لذلك وإذا كنت تريد مناصرة أي حملة مقاطعة تفيد قضية تهمك لا تتردد في أخذ خطوات نحو ذلك دون تحقيرها أو ظنها غير مؤثرة فهي ستؤثر مع الزمن وسيظهر أثرها.
الخلاصة: تأثير المقاطعة على الاقتصاد العالمي كبير جداً ومهم لتحقيق الأهداف التي يطمح لها مؤسسو هذه الحملات، كونها تتسبب بضرر كبير على أصحاب الشركات والمؤسسات المستهدفة مما يجعلهم أمام خيار وحيد وهو الاعتذار والإصلاح أو مواجهة الأذى الكبير الناتج عن المقاطعة.
